امير الحب Senior Adminstrator الـــــمــــــديـــــر الــــــعـــــــام
عدد الرسائل : 3397 العمر : 40 البلد : تركيا التحصيل الدراسي : هندسة كهرباء نقاط : 6166 تاريخ التسجيل : 27/01/2008
| موضوع: الفردوس المسيحي الأحد 6 يوليو 2008 - 10:38 | |
| الفردوس المسيحي
في القيامة ننتقل الى السماء ، الى الدهر الآتي . الى عالم آخر غير عالمنا الحالي . فما هو ؟ وما هي طبيعة الحياة فيه ؟ لو كانت الحياة في الآخرة مثل حياتنا ههنا على الارض اذن ما هو الفرق ؟! وما معنى النعيم الأبدي ؟ وما معنى ملكوت السموات ؟ وما هي المكافآت التي تعطى للمؤمنين الغالبين ؟ طبيعي ان الحياة على الأرض غير الحياة في السماء . والحياة في هذا الدهر غير الحياة في الدهر الاتي . بل اننا نقول في صلواتنا بالمزامير"انت يا رب تنجينا وتحفظنا من هذا الجيل والى الدهر" (مز 12 :7 ) لقد لخص السيد المسيح الحياة في الدهر الآتي بعبارة جميلة دقيقة موجزة قال فيها : "..يكونون كملائكة الله في السماء" (متى 22 : 30). وهنا الفرق الأساسي بين الدهر الحاضر والدهر الآتي . بين هذا العالم المادي والعالم السماوي الروحاني بعد القيامة . الأشرار في الدهر الآتي سوف يلقون في جهنم في الظلمة الخارجية(متى 25 : 30 )اي خارج مجمع الأبرار .
وحديثنا هو عن حالة الابرار في الدهر الاتي كيف يجدونه ؟
في الدهر الاتي سيكون كل الأبرار معا في وحدة شاملة .
تجتمع كل الشعوب والأمم والقبائل والأجناس بلا تمايز ، لا تمايز من جهة الجنس او اللون لا خلاف عرقي ولا قبلي ولا قومي ، الكل معا في سلام وفي وحدة القلب والفكر . تبطل العداوات والحقد والحروب ولا يكون صراع ولا منافسة ..
الكل بلغة واحدة . أهي لغة الروح أم لغة الملائكة ؟
لست ادري .. المهم انهم سيفهمون بعضا ولايحتاجون الى مترجم بل لهم فهم واحد ومفاهيم واحدة وفكر واحد . تبطل الألسنة واللغات التي تميز مجموعة عن أخرى ...
ان وجد تمايز فانه يكون في الدرجة الروحية .
في درجة المكافأة لان كل انسان سينال جزاءه بحسب أعماله (متى 16 : 27 ). وطبيعي ان اعمال الناس على الارض كانت متفاوتة في النوع والعمق والدرجة فعلى هذاالقدر تكون مكافأتهم في السماء ايضا متفاوتة ولكن الكل يكونون سعداء . ويتكون المجتمع السمائي في الدهر الاتي من الملائكة والبشر ، الكل يكونون معا وهذانوع اخر من النعيم الابدي وهو عشرة البشر مع الملائكة بكافة درجاتهم وطغماتهم السمائية ومعهم جموع من الانبياء والرسل والشهداء والأبرار في حفلة تعارف كبرى تضم الجميع ...
حياة الدهر الآتي تتميز بالفرح الدائم . لذلك يطلق عليها لقب (النعيم الأبدي) ، وكلمة الابدي تعني لا نهاية لها فالدهرالحالي له نهاية وحتى عندما تطول سني حياة الانسان على الارض تدركة الشيخوخه بكل مافيها من تعب وضعف اما في الابدية فهي الفرح الدائم الذي لا ينقص ولا يهتز ، انه الموضع الذي لا حزن فيه ولا كآبة ولا خوف ولا دموع ولا عوز ولا فقر . يقدم اروع مثل لما حاول الفلاسفة ان يتخيلوه كما كتبوا عن (المدنية الفاضلة) او( مدينة الله) .
في الدهر الاتي سوف يبطل عمل الشيطان وتبطل حريتة وينتهي الشر . لا تكون خطية فيما بعد لا تكون هناك اي شهوة باطلة ولا اي فكر شرير ، الدهر الآتي سوف يتميز بالطهارة الكاملة وبحياة القداسة التي تشبه ملائكة الله في السماء وطبعا سوف لا توجد حروب روحية من عدو الخير يجاهد في الانتصار عليها بل سوف يتمتع الجميع بنقاء وصفاء في الروح والعقل لخصة الكتاب المقدس في عبارة (اكليل البر) (2تي 4 : 8 ). يتكلل البشر بالبر اي تصبح طبيعتهم في حالة من القداسة غير قابلة للخطأ منزهه عن كلشر . في هذا الدهر نعيش في عالم مادي ، فهل في الآخرة ، في الدهر الاتي سنعيش في عالم مادي ايضا ؟ هل سنعيش في ثقل هذا الجسد وفي شهواتة ؟ وهل شهوات الجسد تتفق مع طهرالسماء وقدسية السماء ؟ لا شك ان الجسد في السماء سوف لا يكون كما هو حاليا على الأرض ، انه سيتخلص من الجاذبية الارضية ، محال ان تجذبة الارض وهو في السماء والا فانه يسقط من السماءالى الارض ، لذلك نؤمن ان الاجساد في القيامة ستقوم بطبيعة سماوية لكي يكون هنا كتجانس بينها وبين البيئة السماوية التي ستعيش فيها فيما بعد ، وهكذا يعلمنا الانجيل اننا سنقوم باجساد سماوية ( 1 كو 15 : 49) ستكون الأجساد في الدهر الاتي غير قابلة للتعب ولا للمرض ولا للموت ولا للتحلل ولاللفساد ، اجساد لها الطابع الروحاني(1 كو 15 : 44 ، 53) المتعة في السماء ستكون غير المتعة على الارض لانه لو كانت المتعة في الدهر الاتي من نوع المتعة الارضية فما هو الفرق اذن بين مباهج الارض ومباهج السماء ؟ وماذا عن الذين جربوا كل انواع المتعة الارضية وملوها وسئموها ؟ وارتفع الانقياء عن مستواها ! هنا يقدم لنا الكتاب المقدس نوعا اسمى من هذا كله في قوله : (ما لم تراه عين ولمتسمع به اذن لم يخطر على بال انسان ما اعده الله للذين يحبونة )(1 كو 2 : 9 ) هنا اذن ارتفاع من كل الارضيات وكل الماديات وكل الجسدانيات فكلها قد رأتها العيون وسمعت بها الاذان ولم يستطيع احد من ان يقترح ان يتخيل او يستنتج نوعا اخر منالمتعة والا يكون قد خطر على بال انسان !
وفي حياة الدهر الاتي لا يوجد تزاوج ولا توالد . فمن غير المعقول ان يولد انسان جديد ويجد نفسه في النعيم الابدي دون ان يختبرارادتة الحرة ويثبت استحقاقة لهذا النعيم . حينما خلق الله ادم وحواء كانا عريانين في الجنة وهما لا يخجلان(تكوين 2 : 25)وما كانت الشهوة الجسدانية قد دخلت الى طبيعتهما ولا حتى مجرد معرفة الجنس والتمايز الجنسي .. لكنهما عرفا ذلك بعد الخطية والسقوط ، فهل سيعود البشر الى السمو الذي كان له قبل السقوط ام سيبقى في عبودية الجنس وشهواتة وضغطاتة ؟ في الدهر الاتي سيرجع الانسان الى البساطة الاولى والنقاوة الاولى ولكن بوضع ثابتلا يتحول عنه ولا ينحرف.
حياة الدهر الاتي هي الشهوة الروحانية التي اشتهاها القديسون واعتبروها انطلاقا للروح من ضباب الجسد وربطاته ومن الحياة على المستوى المادي حتى قال القديس سمعان الشيخ (الآن يا رب تطلق عبدك بسلام حسب قولك) (لوقا 2 : 29) .وكما قال لقديس بولس الرسول (لي اشتياق ان انطلق واكون مع المسيح ذاك افضل جدا) (فى : 1 : 23) . اذن حياة الدهر الاتي هي حياة الانطلاق من قيود الجسد المادي وربطات هذا العالم الحاضر ، انها الحرية الحقيقة ، حرية مجد أولاد الله(رو 8 : 21) .
منقول | |
|