امير الحب Senior Adminstrator الـــــمــــــديـــــر الــــــعـــــــام
عدد الرسائل : 3397 العمر : 40 البلد : تركيا التحصيل الدراسي : هندسة كهرباء نقاط : 6169 تاريخ التسجيل : 27/01/2008
| موضوع: الكمال المسيحي في محبة الأعداء الأحد 30 مارس 2008 - 17:09 | |
| الكمال المسيحي في محبة الأعداء كنت أشعر بالحيرة كلما قرأت كلمات الرب يسوع " أحبوأ أعداءكم باركوا لاعنيكم.... " مت 5:44 وأتساءل لماذا يهتم الرب بهؤلاء الأشرار ؟ حقا ً أنها وصية صعبة جدا ً بل تكاد تكون مستحيلة ولكن كيف نستطيع أن نطبقها في حياتنا ؟ أن يلعنني شخص .. فأباركه ! أن يبغضني.... فأحسن أليه ! أن أصلي من أجل أخوتي وأحبائي ممكن ولكن هل يريد الرب ان أضيف اليهم شخص أساء الي ّ ! من المؤكد أن هذه الوصية تضع الرب يسوع في فئة مختلفة تماما ً عن باقي المعلمين وبالتالي فأن أحدا ً لن يستطيع تطبيق الوصية الاّ بمساعدة الله فما علينا الأّ أن نطلب معونته وهو لن يتخلى عنـّا وسيعطينا القوة التي نحتاجها بدل الأنتقام الذي هو أول مظاهر الضعف. في الحقيقة أن هذه الوصية أنما تفرق وتميز بين المؤمنين وغير المؤمنين قال لي أحد الأخوة : يجب أن نقاوم أصدقاء الشر ؛لأن داخلنا نظيف ، ويكره الشر ، حتى أصدقاء الشر إنهم في غمرة ٍ ، في سكرة ٍ ، في غفلة ٍ كالصقيع ، كالثلج عندما يصقع الماء ويجمدهُ ، وهذا الماء أي الصقيع على نحو ٍ أدق ؛ لا يمكن أن يعود لوعيه ِ إلا بنار محرقة ، تلك النار هي نار الحق ، إنها النار المنبعثة ؛بل الدفىء المنبعث من تلك النيران التي تكوّن النور الذي يتوهج بأهل النور ، إنهم الوحيدون القادرون على إرجاع الناس إلى وعيهم ورشدهم ؛ بشرط ٍ واحد لو تكاثفوا وأرادوا أن يتكاثفوا ، أن يساعدوا ، أن ينقذوا أصدقاء الشر من محيط الشر
أخوة الأيمان المسيحية هي دين الحب للجميع فأنا لا أكره الخاطىء ولكنني أكره الخطيئة .. وهناك فرق طبعا ً فلماذا أدعوا ضد أعدائي ؟ لماذا لا أصلـّي من أجلهم حتى يحولهم الله بقدرته العظيمة الى أصدقاء! فأكون ربحت من الجانبين ولماذا لا أقاوم الشر بالخير ! كما يرى القديس أوغسطينوس في تفسيره للموعظة على الجبل عندما قال المسيح له المجد " لا تقاوموا الشر ) مت 38:5 فأنه قد أدخل الكمال المسيحي كأعلى درجات الحب التي تربط الأنسان بأخيه , إذ يرى أن العلاقة التي تقوم بين البشر تأخذ ستة درجــات : 1- الدرجة الأولى : تظهر في الأنسان البدائي الذي يبدأ في الأعتداء على أخيه. 2- الدرجة الثانية : فيها يرتفع الأنسان عن المستوى السابق فلا يبدأ بالظلم لكنه إذا أصابه شر يقابله بشــر ٍ أعظم . 3- الدرجة الثالثة : هي درجة الشريعة الموسوية التي ترتفع بالمؤمن عن الدرجتين السابقتين وهي تمنع مقابلة الشر بشر ٍ أعظم بل بشر ٍ مساو ٍ . 4- الدرجة الرابعة : مواجهة الشر بشر ٍ أقل . 5- الدرجة الخامسة : مقابلة الشر بالصمت أي عدم مقاومته أو مقابلته بشىء. 6- الدرجة السادسة : وهي التي رفعنا اليها الرب يسوع وهي مقابلة الشر بالخير ناظرين الى الشرير كمريض يحتاج الى علاج .
ويعـلـّق القديس يوحنا ذهبي الفم على مقاومة الشر بالخير قائلا ً ( لا تطفأ النار بنار أخرى وإنما بالماء ..ليس ما يصد صانعي الشر عن شّرهم مثل مقابلة المضرور ما يصيبه من ضرّه برقــّه . فأن هذا التصرف ليس فقط يمنعهم من الأندفاع أكثر وأنما يعمل فيهم التوبة عمــّا سبق أن أرتكبوه, فأنهم إذ يندهشون بهذا الأحتمال يرتدّون عن ما هم فيه وهذا يجعلهم يرتبطون به أكثر فلا يصيروا لك أصدقاء فحسب بل وعبيدا ً عوضا ً عن كونهم مبغضين وأعداء). كان شاؤل عدوا ً للكنيسة ومن أجله كانت تقام صلوات فكان أن صار صديقا ً لها , إنـّه لم يكف عن أضطهادها فحسب بل صار يجاهد لمساعدتها . كانت الصلوات تقام ضد طبيعته وأفتراءاته لهذا يجب أن تكون صلواتنا ضد أفتراءات أعدائنا حتى تموت أما هم فيحييون لأنه أن مات عدوكم تفقدونه كعدو ولكنكم تخسرونه كصديق أيضا ً أما إذا ماتت أفتراءاته فإنكم تفقدونه كعدو وفي نفس الوقت تكسبونه كصديق .. هذا الكلام للقديس أوغسطينوس ويضيف عندما تعانون من قسوة عدوكم تذكروا قول الرب " يا أبتاه أغفر لهم لآنهم لا يعلمون ما يفعلون " ويقول القديس يوحنا فم الذهب ( لا تفيدنا الصلاة من أجل الأصدقاء بقدر ما تنفعنا من أجل الأعداء , ذلك أن صلينا من أجل الأصدقاء لن نكون أفضل من العشارين أما إن أحببنا أعداءنا وصلينا من أجلهم فنكون قد شابهنا الله في محبـّته للبشر). ويضيف القديس نفسه ( يجب أن نتجنب العداوة مع أي شخص كان وإن حصلت العداوة فنسالمه في اليوم ذاته حتى إن أنتقدنا الناس على ذلك فالله يكافئك أما إذا أنتظرت مجيء خصمك اليك ليطلب منك السماح فلا فائدة لك من ذلك لأنه يسلب جائزتك ويكسب لنفسه البركة).
اخي في المسيح هذا هو الكمال المسيحي في محبة البشر فلينظر الى هذا الكلام كل ذي عين ومن كان له أذنان للسمع فليسمع بهذا التعليم المسيحاني .. هاليلويا هاليلويا
أخا الأيمان : ( طوال هذا اليوم ضع في ذهنك أن تقدم محبة المسيح لكل من يقابلك )
| |
|