عراق المستقبل
عراق المستقبل
عراق المستقبل
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتديات عراق المستقبل
 
الرئيسيةرسالة اداريةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 هذا هو اليوم الذي صنعه الرب فلنفرح ونتهلل به

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
امير الحب
Senior Adminstrator
الـــــمــــــديـــــر الــــــعـــــــام
Senior Adminstrator الـــــمــــــديـــــر الــــــعـــــــام
امير الحب


ذكر
عدد الرسائل : 3397
العمر : 40
البلد : تركيا
التحصيل الدراسي : هندسة كهرباء
نقاط : 6166
تاريخ التسجيل : 27/01/2008

هذا هو اليوم الذي صنعه الرب فلنفرح ونتهلل به Empty
مُساهمةموضوع: هذا هو اليوم الذي صنعه الرب فلنفرح ونتهلل به   هذا هو اليوم الذي صنعه الرب فلنفرح ونتهلل به Emptyالثلاثاء 23 ديسمبر 2008 - 12:33

"هذا هو اليوم الذي صنعه الرب فلنفرح ونتهلل به" (مز 118: 24).

نعم إننا نفرح به لأنه يوم الخلاص، يوم المصالحة، يقوم الرجاء المكتمل، يوم السلام على الأرض، يوم تمجيد الله على العجائب التي صنعها، يوم الشكر، يوم الابتهاج والسرور، يوم به تتحقق المواعيد الإلهية لبني البشر إذ "قد ولد لنا مخلصاً وابناً أعطينا".

هي ذي الليترجيا في صلواتها تقدم لنا أفكاراً رائعة مبنية على حقائق إلهية – كتابية، إنها الكنز الثمين الذي تركه لنا آباؤنا،نريد أن نضعه أمامنا لنتأمل به في هذا اليوم المبارك.

هكذا نصلّي: "لنسبّح كلنا للمولود العجيب الذي وُلدَ لنا. بهِ أشرق نور حقيقي للجالسين في الظلمة، فلنصرخ مع الجموع السماوية ونقول:" المجد لله في الأعالي والسلام والهدوء على الأرض، والرجاء الصالح للبشر". لأنه ظهر بالجسد من جنسنا في نهاية الأزمنة وعلّمنا بأن نعترف به وحده خالق الكل"، "المسيح محيينا وُلد بالجسد من بيت داود ومولده أبهج الكل. إنه رب المجد من أبيه ويسوع بجسدنا من ذريّة داود"، "قد رتّل الروحانيون المجد للخالق والرجاء (الصالح) للبشر، لأنه حدثت المصالحة وأبطلت غلبة الخطيئة وتحققت النبوءة بمجيء عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا".

أما قراءات اليوم فإنّها تصف لنا هذه الحوادث وتكلّمنا عن هذا المولود الصغير المتواضع لكنه إله جبار. إنه متروك من الجميع، ولكنه إلهنا معنا. إنه غير معروف، ولكن السماء والأرض الملائكة والبشر والحيوانات والنجوم تكرز به وتعلنه مخلص العالمين: إله السلام سبب البهجة والفرح للبشرية بأسرها.

أشعيا يبشرنا بآية من الله يصنعها لخلاص الجنس البشري: العذراء تحبل وتلد ابنا ويُدعى عمانوئيل... والشعب السالك في الظلمةُ يُبصر نوراً عظيماً. والجالسون في بقعة الموت وظلاله يشرق عليهم نور...

أما ميخا، فإنه يتكلم عن السلام، إن الرب الإله يُعلّم طرقه للشعوب ويحكم بينهم فلا ترفع أمة على امة سيفاً ولا يتعلّمون الحرب من بعد. ومن بيت لحم الوضيعة يخرج الحاكم والراعي الصالح والعظيم وهو يكون سلاماً.

مار بولس يقول لأهل غلاطية، بأن الموعد أعطي بالإيمان بيسوع المسيح للذين يؤمنون حيث لا فرق بينهم أجمعين لأنهم واحد في المسيح الذي اعتمدوا فيه. ولما بلغ ملءُ الزمان أرسل الله ابنه مولوداً من امرأة.

والإنجيلي لوقا يسرد لنا حدث ميلاد الرب يسوع مع كل الظروف الصعبة التي رافقت هذا الحدث وعاشتها عائلة الناصرة. ومن المشاهد العجيبة ظهور الملاك للرعاة مبشراً إياهم بالفرح العظيم الذي صار لهم بولادة المخلص، وأشرق مجد الله حولهم. ومع الملاك ظهر بغتة جمهور من الجند السماويين يسبحون الله ويقولون المجد لله في العلى...

إن ما يُبهجنا ويُطمئننا في هذا اليوم المبارك هو أن الميلاد حدث الهي – بشري، يمتد عِبرَ التاريخ لأنه ليس حدثاً قد تمّ وعبر وانتهى، إنه تحقيق مستمر للحاضر... إنه مُخلّص لي ولك ولكل إنسان آتٍ إلى العالم.

لذلك يجب أن تكون مشاركتنا اليوم حياتية وفعالة مع هذا الإله الذي أراد أن يكون معنا وأن يسكن بيننا. فالتجسّد والميلاد يُكوّنان وحدة ومشاركة بينا وبين الله، لأن الله أصبح إنسانا والإنسان أصبح إلهاً، هذا هو ملخّص السر المسيحي: ارتفع الإنسان إلى علوِّ الله، والله تنازل إلى مستوى الإنسان. لهذا يقول مار يوحنا بان الكلمة (الله) صار جسداً وحلَّ فينا. هذا ما يدفعنا لنتقدم نحو هذا السر لندخل في أعماقه ونتحد معه لكي نؤسس معه حواراً قوياً. إنه يتكلم بصوت وبقلب بشري يفهمنا: يحبنا، يريد خيرنا، لا يمكن أن نتركه، بالعكس إننا نريد أن نكون أمامه كالكوكب الذي أنار طريق الرعاة وأرشد المجوس إلى المغارة.

عن هذا الكوكب تتكلم الصلاة الطقسية وتقول: أعجوبة عظيمة حدثت في بيت لحم أمام كل الخلائق.

نفّذها كوكب في خدمة ابن الملك الإلهي. كوكب يرشد، كوكب يجري، كوكب يُهدي، كوكب يكرز، هو الساعي، هو الكاروز وهو وصل إلى باب ابن الملك.

فاليوم كل واحد منا يجب أن يُصبح هذا الكوكب لكي يهدي الغير ويرشدهم إلى مغارة بيت لحم ويكرز لهم عن هذا المخلص الإلهي، ليتعرفوا هم على هذا الإله-الإنسان، الذي أراد، محبةً بهم، أن يتخّذ جسدنا ويشاركنا حياتنا، فهو صديق لنا. نريد اليوم أن نصبح رسلاً غيارى يحملون البشرى بالخلاص لكافة البشر، بالفعل والقول، كما يقول الرب: "ليضئ نوركم أمام الناس ويروا أعمالكم الصالحة..."(مت 5: 16).

إن ما عمله المسيح لنا لا يمكننا أن نفهمه أو أن نشرحه خارج المحبة الخلاّقة. فالله لم يُظهر محبته العظيمة للإنسان في الخلق فقط، لكنه من خلال منحه الخلاص المتحقق في شخص ابنه المسيح كشف عن عميق حبه لأبنائه بني البشر، إذ في هذا الخلاص أوجدنا من جديد. بهذا المعن، ينبغي أن يكون الميلاد فرصة لنا لنغيّر حياتنا ونبدأ مع طفل المغارة من جديد، دون أن نفقد الشجاعة، ولا نكون اتكاليين فنظنّ أن المخلص قد أتى وأنه هو يعمل كلّ شيء لنا، دون أي دور لنا.

في العهد القديم، كان يظهر الله كالملك المقتدر، والسيد المطلق، أشعيا رأى الرب وهو جالس على عرش عالٍ رفيع (اش 6: 1-5). موسى ستر وجهه وخاف أن ينظر إلى الله في العُلّيقة (تك 3:6). أما في العهد الجديد، بِدءً من الميلاد، فإن حقيقة الله تنكشف، فيظهر الله للبشر بصورة بشر، إنه إله مغرم بالإنسان، في إنسان مغرم بالله. هو إله المحبة القريب منا، لقد اخذ صورتنا وتحنن علينا وحمل خطايانا وغفر آثامنا، هو أراد أن يُرجعنا إليه، فتغلغل في الزمن وهو الأزلي، واقترب من الخليقة وهو الخالق، ودخل في عالم الخطيئة وهو القدوس. إنه نور للباحثين عنه، أمل لليائسين، فرح للبائسين، عزاء للحزانى، حياة للمائتين، خلاص للهالكين، وهو إله يصافح الإنسان في إنسان يصافح الله.

يقول مار بولس بهذا الصدد: "في المسيح يحل كل ملء اللاهوت جسدياً... المسيح هو صورة الله وضياء مجده وصورة جوهره... في الميلاد تجلّى لطف الله مخلّصنا ومحبته للناس" (كول1: 15، 2 : 9؛عبر 1:3؛ طيم 3:4). ومار يوحنا يقول: "بهذا تظهر محبة الله لنا أنه أرسل ابنه الوحيد إلى العالم لنحيا به" (1يو 4:9).

إن مناسبة اليوم تكلّمنا عن مجيء الرب وافتقاده للبشرية. هذه الليلة المباركة تذكّرنا بان المسيح أتى (لتكون لنا الحياة ويكون لنا الأوفر)، أي أنه قدم وعمل كل شيء لأجل الإنسان.

فسؤالنا اليوم هو: نحن تلاميذه الأمناء، ماذا يمكننا أن نقول عن ذواتنا؟ هل نحن مستعدون مثله كي نقدّم كلّ شيء للقريب ونحن في وحدة معه؟ كيف يستقبل البشر هذا الطفل الالهي؟ هل كالرعاة والمجوس؟ أم كسكان بيت لحم والقرى المحيطة بها بدون أي اهتمام؟ ونحن هل نريد أن نستقبل طفل المغارة بالحفاوة والسجود؟

إن عالم اليوم منهمك في أعماله الدنيوية وفي ملذّاته غير مهتم بطفل المغارة. كلّ ما يسعى إليه عالمنا المادي هو أن يأكل ويشرب ويلبس جيداً... اليوم تحدث أمور كثيرة مرعبة، مخيفة، محزنة، مهينة للإنسان.

علينا أن نحتاط لمجيئه بمحبتنا، ونسلم له كل اهتماماتنا، ونفتح له أبواب قلوبنا لتصبح مغارة يرتاح فيها. هو محور حياتنا، نريد أن نختاره كخيرنا الأوحد في هذا العالم. لا نفقدنّ الرجاء والشجاعة، لنأخذها بروح الإيمان ونطلب هذه الشجاعة من أمنا مريم ومن مار يوسف.

ونتمنى كل الخير وأعياداً مفرحة مملوءة بالنعمة والسلام لكل البشر آمين.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
هذا هو اليوم الذي صنعه الرب فلنفرح ونتهلل به
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» عيد السـعــانين ( دخول الرب الى اورشليم )
» لا للحزن مدام الرب موجود
» لماذا صام الرب يسوع رغم عدم حاجته إلى الصيام؟

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
عراق المستقبل :: منتدى الدين المسيحي-
انتقل الى: