الذي احبنا (رؤ1 : 5-6 )
وقد غسلنا من خطايانا بدمه وجعلنا ملوكا وكهنة لله ابيه له المجد والسلطان
عند التأمل في محبة الرب يسوع كما تعلنها لنا هذه العبارة التي في صدر المقال، يمكننا أن نرى الأربعة الأمور الآتية وهي: التفكر فينا، وافتقادنا، والتألم لأجلنا، وتمجيدنا.
1ـ تفكر الرب فينا: لقد كانت كنيسته المحبوبة جدًا إليه موضوع مشغوليته من قبل تأسيس العالم، وكانت أمام نظره من قبل ظهورها في الزمان.
2ـ وهل اكتفى الرب بمجرد التفكر فينا؟ كلا. لقد أخلى نفسه ونزل إلى هذا العالم القاسي كما إلى محجر كبير لكي يقتلع حجارة لهيكله السماوي. أتى إلى هذه الأرض المُتعَبة المُجدبة و«افتقدنا المشرق من العَلاَء» ( لو 1: 78 ).
3ـ ولكنه لم يكتفِ بأن يأتي إلينا ليرانا في ذنوبنا وخرابنا، في بؤسنا وانحطاطنا، بل تألم لأجلنا «غسَّلنا ... بدمه». لقد أحبنا ونحن بعد في خطايانا، وغسَّلنا من هذه الخطايا. لم يترك بقعة واحدة لاصقة بمَن هم موضوع محبته الأبدية.
4ـ ولماذا فعل كل هذا؟ ما الدافع لآلام المسيح التي لا توصف؟ لماذا كانت الثلاث الساعات الدامسة الظلام؟ لماذا كانت تلك الصرخة المُرّة «إلهي إلهي لماذا تركتني؟». كان كل هذا لكي تتمكن محبة الرب يسوع من تمجيد مَنْ اتجهت إليهم. وحقًا قد مجَّدنا إلى أقصى حدود المجد «جعلنا ملوكًا وكهنة لله أبيه».
هكذا نرى كيف أن محبة الرب يسوع جعلته يفكر فينا، ويفتقدنا، ويتألم لأجلنا، كما أن هذه المحبة الفائقة المعرفة أدت إلى تمجيدنا. فهل نحن نحبه كما أحبنا؟ إن كنا نحبه حقًا فلا بد وأن نفكر فيه، نُسرّ بالتأمل في نعمته المنقطعة النظير وفي كمالاته غير المحدودة.
أيضًا إذا كنا نحبه نبحث عنه في الأقداس، لا لكي نُعرف بأننا رجال صلاة، بل لنُشبع رغبات قلوبنا بذاك الذي هو «مُعلم بين رَبوة ... وكُله مشتهيات» ( نش 5: 10 ، 16).
وإذا كنا نحبه حقيقة نكون مستعدين لأن نتألم من أجله، لا لكي نُعرف بين الناس بأننا أشخاص ذوو حماس ونشاط وتكريس للرب، لكن لنعلن تقديرنا القلبي لشخصه الإلهي المجيد.
وأخيرًا نقول بأننا لو كنا نحب الرب حقيقةً في قلوبنا لصار غرضنا الدائم تعظيمه في كل مكان، لصارت لغتنا هي هذه «عظموا الرب معي، ولنُعلِ اسمهُ معًا» ( مز 34: 3 ).
صلاة :-
نشكرك يارب لانك لن تكتفي بغسل خطايانا بدمك الثمين فقط بل عالجت اسباب الخطيئه وسحقت ابليس واعوانه واعطيتنا سلطان ان نكون ابنائك اي المؤمنين باسمك 000 لك كل المجد والكرامه من الان والى الابد 000 امين