في ظهور علني نادر قام الامين العام لحزب الله حسن نصر الله امام الآلاف من
انصار الحزب في ملعب الراية في ضاحية بيروت الجنوبية بتهنئة الاسرى اللبنانيين
الذين تم الافراج عنهم اليوم الاربعاء في اطار صفقة تبادل الاسرى بين اسرائيل وحزب
الله.
وقد تعمد نصرالله الظهور شخصيا في مهرجان أقيم لاستقبال القنطار ورفاقه الاربعة
في ضاحية بيروت الجنوبية بعدما ظل على مدى العامين الماضيين يتجنب ذلك خوفا على
حياته. لكنه انسحب بعد دقائق ليلقي كلمته عبر شاشة عملاقة.
وقال نصر الله في كلمة أمام الاحتفال إن الوعد قد أنجز بعودة " الأسرى المحرريين
"، وأضاف " ولى زمن الهزائم وجاء زمن الانتصارات".
وبينما اعتبر ان لبنان لم يخرج من دائرة الخطر قال نصرالله إن حزب الله منفتح
على مناقشة كل ما يتعلق باستراتيجية الدفاع عن لبنان بلا استثناء. وذلك في إشارة
إلى مطالبة جانب من اللبنانيين بمناقشة سلاح حزب الله.
نصر الله ظهر علنا في الضاحية الجنويبة للترحيب بالأسرى وفي مقدمتهم سمير القنطار
|
وقال الأمين العام لحزب " نحن جاهزون للتعاون في معالجة كل الملفات بدون استثناء
أو تحفاظات بما يخدم المصلحة الوطنية ويعزز الوحدة الوطنية وقوة لبنان".
وشكر نصرالله الأمين العام للامم المتحدة على دور المنظمة الدولية ووسطائها في
التوصل إلى اتفاق التبادل.
وأضاف أنه يؤيد كل ما ورد في خطاب رئيس الجمهورية أثناء استقباله الأسرى
المحرريين.
وحمد القنطار في كلمة القاها خلال الاحتفال الله لصموده خلال احتجازه.
وقال " نحن نعد شعبنا بأننا عائدون مع المقاومة الاسلامية".
وقد سلم حزب الله اسرائيل رفات جنديين اسرائيليين أُسِرا عام 2006 في هجوم اشعلت
فتيل الحرب بين اسرائيل وحزب الله في شهر يوليو تموز من العام نفسه. وشملت صفقة
التبادل جثامين مائة وتسعة وتسعين لبنانيا وعربيا قتلوا في هجمات على إسرائيل خلال
العقود الأربعة الماضية وأشلاء جنود إسرائيليين كان حزب الله يحتفظ بها.
كلمة سليمان كبار رجال الدولة استقبلوا الأسرى المحررين في مطار بيروت
|
وقد ألقى الرئيس اللبناني ميشيل سليمان كلمة في استقبال سمير القنطار ورفاقه في
مطار بيروت قال فيها إن لبنان لن يتنازل عن حقه في تحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا.
وأكد الرئيس اللبناني على ضرورة عودة المهجرين في الداخل ومن قال إنهم ابتعدوا
عن لبنان تحت تأثير الظروف الملتبسة التي افرزها الإحتلال الاسرائيلي لطي صفحة
الماضي.
واتهم سليمان اسرائيل بزرع الفتنة بين اللبنانيين. وحذر القوى السياسية
اللبنانية مما وصفه بالتشرذم.
وشدد على ضرورة الكشف عن مصير المفقودين منذ الحرب الاهلية وظروف من قتل من أجل
لبنان وفي مقدمتهم رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري.
وشارك في الاستقبال الرسمي الذي أقيم بمطار بيروت ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة
ورئيس مجلس النواب نبيه بري وعدد من زعماء القوى السياسية.
وبعد ذلك انتقل الاسرى الى ملعب "الراية" في الضاحية الجنوبية لبيروت حيث أقام
حزب الله احتفالا بهذه المناسبة.
تأكيد الصليب الأحمر تسلم رفات الجنديين الإسرائيليين
|
وكان الجيش الاسرائيلي قد أكد ان الجثتين الذين تسلمهما من حزب الله الاربعاء
هما للجنديين الاسرائيليين الداد ريغيف وايهود جولدواسر.
وكان الجنديان قد تم اسرهما في يوليه/تموز 2006، ولم يفصح حزب الله عن مصيرهما
حتى وقت تسليم الجثتين.
وقد اكدت اسرائيل الرفات الذي تسلمته كان للجنديين الاسرائيليين بعد اجراء
اختباراتها الخاصة للحمض النووي للتحقق من هويتهما و قد ابلغت العائلتان رسميا عبر
زيارة من مسؤولين اسرائيليين بان ابنيهما قد توفيا.
وتمت عملية التبادل عند نقطة الناقورة الحدودية جنوبي لبنان التي تشرف عليها
الامم المتحدة، وهي المعبر الوحيد القائم حاليا بين لبنان واسرائيل.
وقد كشف قيادي في حزب الله لبي بي سي ان الجنديين الاسرائيليين كانا حيين اثناء
عملية اسرهما في جنوب لبنان قبل عامين.
"احتفال معيب" وسط هذه الأجواء وصف الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز الاحتفالات التي تقام في
لبنان لاستقبال الاسرى الذين المفرج عنهم بأنه "أمر معيب للبنان" مؤكدا أن
"الانتصار المعنوي الكبير هو لإسرائيل".
وقد انتقد محللون إسرائيليون صفقة التبادل معتبرين أنها سابقة خطيرة قدمت نصرا
دعائيا لحزب الله.
وكان حزب الله قد اعلن انه، لتسهيل الإفراج عن القنطار، قدم معلومات عن الطيار
الاسرائيلي رون اراد، والذي لا يزال في عداد المفقودين منذ ان سقوط طائرته في
الاجواء اللبنانية عام 1986.
وقد اطلق الحزب على عملية التبادل اسم عملية "الرضوان" نسبة الى الاسم المستعار
للقيادي في حزب الله عماد مغنية الذي اغتيل في دمشق مؤخرا.