شمس Adminstrator مــــــشـــــرفـــــة
عدد الرسائل : 930 العمر : 43 نقاط : 6156 تاريخ التسجيل : 21/01/2008
| موضوع: أسطورة و عِبَر ....عاشوراء ..كربلاء ...هل من معتبــر؟؟؟ الإثنين 10 مارس 2008 - 17:23 | |
| ملحمة تاريخية وضعت الحد الفاصل بين معسكري الخير و الشر ، و أعطت المسلك الصائب في تمييز الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ... أسطورة سطّرتها سيوف بيضاء لأفرادٍ قلائل بمداد دمِهم الزاكي .. متحدّين جموع الآلاف من المنحرفين و الضّالين و المعادين الذين يحملون فصائل دم الناكثين و القاسطين و المارقين .. واقعةٌ تقرّح الأجفان و تدمي القلوب و بمشاهدها المؤلمة التي تشع من حرارة حب الحسين (عليه السلام) التي لا تبرد حتى قيام الساعة ...حيث المحكمة الإلهية العادلة ..واقعة لا يمكن لأي تناسيها أو تهميشها أو محوِها حتى لو شاء الناس جميعاً و كان بعضُهم لبعضٍ ظهيرا ما دامت أنوارُها تغذي مفاصل الطينة الطاهرة للفطرة السليمة .. و لذا استشعرتها النفوس قبل الحواس و سارت لإحيائها القلوب قبل الأقدام علــّها تحضى بقدمِ صدقٍ عند مفجّر صرختِها الإسلامية و قائد ثورتها الحسينية في عرصة كربلاء .. و انتفضت الضمائر الحية صارخة : لبيك يا حسين ..لبيك يا داعي الحق المبين ..لبيك أيها المحامي عن الدين و المستضعفين ، و اعتلت رايات الحزنِ معولة بالحزن و الأسى تستجدي بصيصاً من الهداية للخروج غياهب الفتن ، و صدحت الحناجر الصافية غير آبهةٍ بالأصوات الغريبة النّكرة التي أرادت تشويش صدى الصوت المنادي بالنصرة و المستنفِرِ لجهود الخيرين للذبّ عن حُــرم رسول رب العالمين (صلى الله عليه و آله) ، نعم لقد تحرّكت ملايين الأرواح المقدّسة و القلوب النقية و الأجساد الزاكية و الأقلام السليمة لتحيي ذكرى انفجار قبس النور المحمّدي و واقعة الرفض لكل أساليب و أشكال الظالمين و المستعمرين للعقول و الأفكار معلنة سيرَها على خُطى أبي الأحرار متبنيّةً أطروحته العالمية الواضحة لتحقيق العدل ، هذه الأطروحة التي تحتاج لتحقيقها إلى جهدٍ و جِهادٍ أكبر للنفس و لشياطين الجنّ و الإنس. فمعسكرُ الطف الحسيني شمل كل طبقات المجتمع الإنساني و أعطى دروساً و عبراً شاملة كاملة لجميع الأجيال المتعاقبة بانتصار الدم على السيف ..و العِلم على الجَهل ، و اندِحار الانتهازية و الظلم مقابل التضحية و الإيثار ، و ارتفاع محاسن الأخلاق على أراذلها و اندثار ظلَمِ النّعرات الجاهلية ببزوغ أنوار المبادئ الإسلامية و اعتلاء فِكرة " كونوا أحراراً في دنياكُم " على همجية العبودية الأمويّة ، نعم إنّها واقعة تجديد طلب الإصلاح في الأمة بالأمر بالمعروف و النهي عن المُنكر باتجاهِ "أنما قاتلتكم لأتأمّر عليكم" و هنا يمكن أن نشير إلى أنّ وارث جدّه المصطفى (صلى الله عليه و آله) جادل بالحُسنى و ألقى الحجج و البراهين هو و أهل بيته و أصحابه المنتجبون و حاول مراراً و تكراراً تجنّب القتل و القِتال ..و لكن أعداءه أبوا إلا النزال و سواد وجوههم و هلاكهم الأبدي بخسّة أفعالِهم و دناءة جريرتِهم و غرورِهم الأعمى بجيوشِهم و تجبّرِهم بقوّتِهم المزيفة فكان أن حفروا بأسنتِهم لعنة التاريخ عليهِم .. و أخيراً فإننا باحتفائنا بالواقعة يجب أن نوجّه سلوكَنا و علاقاتِنا الاجتماعية و مبادئنا السياسية و أسالبنا العسكرية و غيرها وفق ما انعكس من مرآة الطف المحمّدية و أن نجني ثمارَها و نصوغ مواقفها دروساً و قوانين توجّه مسيرتنا نحو سفينة النّجاة ، هذه المواقف التي كثيراً ما اتخذها البعيدون عنا منهاجاً لثوراتٍِهم و هذه الثمار التي طالما ذاق طعم لذتها غيرنا حتى من الملحدين فهل يمكن لنا أن نبقى مبتعدين عن جوهرِها و معرضين عن أهدافِها؟؟ | |
|