جولة انتخابية أم حشد طائفي

لقد ابتلانا الله بسلاطين مستبدين وحكام مستأثرين ومسؤلين طامعين وسياسيين مخادعين فعندما تسمع خطبهم الرنانة تحسبهم ملائكة منزلين وعندما تغفل عنهم قليلاً تجدهم خفية يتآمرون فأكثر السياسيين في عراق اليوم مهما تذرع ومهما ادعى فأنه ميال للاستبداد والتشبث والظلم والتفرد والتصرف حين يترك على دست الحكم منفردا يحكم كما يشتهي ولعل هذه العبارات والمفردات تفصح عن سياسيينا الجدد إفصاحا بليغاً وخصوصا عندما يتكلمون عن الديمقراطية وممارستها ونضم الانتخابات في العالم فما نعرفه نحن عن حملات الانتخابات في كل دول العالم سواء كانت في الدول الكبرى أم في الدول ذات التجربة الحديثة في هذا الميدان كدول الاتحاد السوفييتي السابق , اذكر أن مظاهرة قامت قبل أعوام بأحدي تلك الدول فأدت الى أقالت تلك الحكومة مباشرة , فبطبيعة الحال يكون التنافس الانتخابي قائم على التنافس الشريف عن طريق البرامج الخدمية المتنوعة التي تدخل في خدمة ومصلحة الفرد وتضمن حياة حرة كريمة وتسهم في زيادة دخل الفرد وتحسين ظروفه المالية والصحية وما الى ذلك فتتنافس الكتل والأحزاب على ذلك في سبيل نيل رضا وقناعة الناخب وتتجنب الكتل المتنافسة كل أنواع وأساليب الإغراء أثناء إعلانات المرشحين لأنه إن ثبت ذلك نعت الحزب أو المرشح بلا أدنى شك بأنه غير شريف ويحرم بعد ذلك من المشاركة من جيهة والى خسارته لثقة الناخب من جية أخرى وسيكون عرضه للفشل إن حاول المشاركة مرة أخرى وهذه تعتبر عندهم اساءة لمعنى الديمقراطية ومفاهيمها , ولكن ما يجري في عراق ما بعد الاحتلال الأمريكي ألصفوي المزدوج وتأثيراته السلبية على قناعة الناخب قد لا يكون موجود إلا في بعض مناطقنا العربية والإسلامية ذات الانظمة المستبدة والمتشبثة بأيديها وأسنانها على عروشها ومناصبها أن ظاهرة شراء الذمم والأصوات الانتخابية لم نشاهدها ونسمع عنها من قبل وصرف هذه المبالغ الضخمة اكبر دليلا قاطع على إن من يقوم بمثل هذا العمل المشين هو فاسد منذ الولادة ولا يستبعد إن يكون متورط بقضايا عمولات ورشاً وإلا من أين جاء بكل هذه المبالغ التي يبعثر بها هنا وهناك واقصد بذلك إن احد المسؤلين البارزين عندما قام بزيارة الى المحافظات الجنوبية ذات الثروة النفطية الهائلة لحشد الناخبين لقائمته سيئة الصيت فركز في جولته كان منصباً على القبائل التي تتاخم في سكنها الحقول النفطية فأعطى كل شيخ قبيلة لتلك المناطق (25) مليون دينار عراقي فإعطاء هكذا مبلغ ليس المقصود من ورائه الانتخابات فقط وإنما تفاهم مشترك يقصد من ورائه هدف آخر وتخطيط ابعد وأعمق وتخمينات لأبعد من الانتخابات بقدر ما هي خريطة جديدة وهذا يدخل في حساباتهم البعيدة فيما إذا فشلت الانتخابات أو جاءت النتيجة عكس ما كان يتوقع أو حدثت مفاجئة من الخصوم أو وقوع فوضى عندها سيحث القبائل باحتلال الحقول النفطية بحجة المحافظة عليها ودفعهم الى المطالبة بإقامة أقاليم والاستحواذ على الحقول والآبار النفطية الى إن يستنجد بقوات من جوار السوء لاحتلالها عسكريا فيستقطع جنوب العراق تحت ذريعة بناءا على طلب من الأهالي و القبائل , إن هذا الشخص واهم ومريض في ما يحلم فانه يبدو قليل الخبرة بولاء أهل الجنوب الكرام عامة والعشائر خاصة وتمسكهم بالعراق وأرضه وترابه وجذورهم المنغرسة بعمقهم الوطني والتاريخي وشرف الانتماء الذي يربطها بالعراق والأمة العربية مما يغنيها عن اغرائات هذا الشاذ والذين يقفون خلفه ويساندونه في هذا المسعى التخريبي فاصرخوا صرختكم المدوية بوجهة يا أحفاد شعلان أبو والجون ويا أبناء ثورة العشرين وأعلنوا براءتكم منه مهما كانت مكانته اليوم فسوفه يفشل هو ومشروعة ألتقسيمي الطائفي وبعدها سيطلق ساقيه للريح ويهرب من حيث جاء مذعوراً يجر أذيال الخيبة والخذلان عائداً الى أسياده الأعاجم من غير رجعة .....


ولمعرفة المزيد يرجا الدخول الى الموقع ادناه
http://www.cinu-dn.org/