تراجع امني ام انتكاسة

للاسف بدأت ايام الدم تتزايد في بغداد مع قرب موعد الانتخابات المقبلة والرسائل التي تبعثها تلك القوى التي تقف وراء هذه الهجمات الهمجية كثيرة جدا وان الشارع العراقي يفهمها بوضوح مهما حاولت اطراف العملية السياسية اخفائها او القفز على حقائق تلك الرسائل , وخلاصة تلك الرسائل بان الارهاب لم يمت في العراق ودعونا لا نذهب بعيدا في التحليل واستخلاص العبر من هذه الاحداث ونشير الى امور من الضرورة ان تقر بها اطراف العملية السياسية حكومة ومعارضة وهي ان المليارات التي انفقت على الجيش والشرطة والاجهزة الامنية من تدريب وتسليح ومعدات ذهبت ادراج الرياح وكما يقول المثل العربي الشعبي (عليه العوض ومنه العوض) ولا ينفع من يدافع عن الجيش والشرطة والاجهزة الامنية حججه وتنظيراته فالارهاب ما زال يضرب انى شاء ومتى شاء وكيفما يشاء ! ان سلسلة تفجيرات متفرقة في انحاء بغداد شرقها وغربها تقع بتزامن وقتي رهيب تدل وبصورة لا تقبل الجدل بان العدو غير مكترث بالتحصينات الامنية وحواجز التفتيش وغيرها التي اثقلت كاهل الشارع العراقي فقط وان تلك الحواجز ما نفعت في ثلاثاء الدم الا من خلال زيادة عدد ضحايا تلك الانفجارات بسبب تزاحم الناس على نقاط التفتيش المقيتة .
وليس دفاعا عن الحكومة نقول وبصراحة ان العمليات الارهابية تلك باحدها وثلاثائها واربعائها كانت ستقع مهما نغيرت اسماء من هم في سدة السلطة والحكم فان كان زيد او عمر فان ذلك لا يغير في الحال شيئا لان مصيبة العراق اعمق واكبر من الاسماء وان ازمة العراق بل والدولة العراقية ليست ازمة رجال دولة بل انها ازمة بنيوية خطيرة تهدد وجود العراق ككيان , واول شيء يجب ان يعيه المواطن بانه ليس بمأمن من العمليات الارهابية ولا الاجرامية مهما قيل وأشيع عن سيطرة الاجهزة الامنية وسطوتها وقدرتها على دحر الارهاب فالمواطن العراقي اصبح صيدا سهلا للارهاب وللعمليات الاجرامية التي تصاعدت حدتها والتي لم يسلط عليها الاعلام الاضواء بسبب انشغاله بتغطية العمليات الارهابية والازمات السياسية في البرلمان والحكومة والتي هي اكثر من ان تحصى وبالتالي لا بد ان يصبح همه في ان يعرف كيف يدافع عن نفسه وان يتجنب قدر الامكان التواجد في المناطق الرخوة امنيا وهذا ليس من باب الدعاية للارهابيين او التنكيل بالاجراءات الحكومية بل من باب الحرص على سلامة المواطن العراقي لانه ليس من مسؤولية الحكومة فقط بل هي مسؤولية انسانية تقع على كل المواطنين الذين يعيشون ازمات هذا البلد .
ان ما حدث في ايام الدم تلك وعلى الرغم من انها نوع من انواع ابادة الجنس البشري ولكنها في نفس الوقت كشفت حقائق عديدة امام المواطن العراقي حول فاعلية وقدرة اجهزته الامنية والخلل كما اشرنا اليه خللا بنويا انعكس ختى على ثقافة السلطة والمعارضة معا فالسلطة غير مكترثة بما يحدث والمعارضة تحاول استغلال تلك المآسي وتوظيفها لصالحها غير ابهة بمعاناة المواطن فالبوصلة الطائفية هي التي تحدد اتجاهات ومسارات جميع اطراف العملية السياسية بل وحتى من كان خارج العملية السياسية وان حاولوا اخفاء الصبغة الطائفية لتنظيماتهم ولا نريد ان نصبح مثل هؤلاء الذين ما يفتأون في الدعوة الى نبذ الطائفية ولكننا نريد القول اننا نخاف على وجود العراق ككيان وعلى الانسان العراقي كبنيان اذا ما استمر هذا الخلل بدون اية معالجة حقيقية وليس معالجة ترقيعية او توافقية معالجة ترتقي الى حجم الماساة , تستحضر معاناة المواطن العراقي ومآسيه لا مصالح الفئات السياسية وامتيازاتها معالجة تكشف الحقائق المحجوبة عن المواطن وتكشف له من هم قتلته واعدائه مهما كان وايا كان والى ان يأتي هذا اليوم لك الله يا بغدادي الحبيبة .
ولمعرفة المزيد يرجا الدخول الى الموقع ادناه0
http://www.cinu-dn.org/