الأيمــان المسيحي _ أركـــانه - وكيف يثبت في القلب ؟

الأيمــان المسيحي _ أركـــانه - وكيف يثبت في القلب ؟

حدد القديس بولس الأيمــان بقولــه : أما الأيمان فهو الثقة بما يرجى كأنه معلن فعلا ً وأجتلاء أمور لا ترى . وهذا التحديد عام ينطبق على الأيمان مهما كان وهذا يؤيده أيمان كل أنسان من أية ديانه
كما أن الأيمان من وجهة النظر المسيحية هو التسليم لتعاليم الأنجيل المقدس التسليم الذي يكمل بأعتراف اللسان وحفظ الوصايا وقيل بأعتراف اللسان لأن ّ رب الحق قال : من أعترف بي أمام الناس
أعترف به أمام أبي في السماوات وأمام الملائكة . وقيل أيضا ً بحفظ الوصايا على حد تعبير القديس يعقوب " الأيمان بدون أعمـــال ميــّت " ويرى العارفون بأنه أذا لم تحفظ وصايا الرب فلا تعتبر
نفسك مؤمنا ً كما أن الأعمال الصالحة وليدة حفظ الوصايا والأعمال الصالحة هي خشية الله وحفظ الوصايا هو الأيمـــان .

بما أن ّ جميع المسيحيين يؤمنون أيمان الآباء الـ 318 ( آباء مجمع نيقية سنة 325م ) فالعارفون الحريصون على خلاص نفوسهم أيــّاه يعتنقــون وما زاد على ذلك من الخلافات والأهواء المنحرفة
يهملونها ولأهداف الأيمان هذه ثلاثة أركــــــــان :

الركـــن الأول : أن يؤمن الأنسان بأن ّ الله موحد الذات مثلث الأقانيم - الآب الضابط الكل خلق السماء والأرض وكل ما يرى وما لا يرى والأبن الوحيد المولود وغير المخلوق والمساوي للآب في
الجوهر الذي به كان كل شيء والروح القدس الرب المحيي المنبثق من الآب والأبن يسجد له ويمجد .

الركـــــن الثاني : أن يؤمن بأن ّ الأبن ولد من الآب قبل كل الدهور ومن أجلنا نحن البشر ومن أجل خلاصنا نزل من السماء وتجسد من الروح القدس ومن مريم العذراء وصار أنسانا ً وصلب من أجلنا
في أيام بلاطس البنطي وتألم ومات ودفن وقام في اليوم الثالث كما أراد وصعد الى السماء وجلس من جانب الله الأيمن.

الركـــن الثالث : أن ّ الأبن كلمة الآب سيأتي في نهاية الأزمنة ممجدا ً على سحب السماء بعين الجسد المتخذ من طبعنا ويرسل ملائكته مع البوق العظيم ليسمع جميع من في القبور صوته فيقوم الأشرار
الى العذاب الأبدي والأبرار الى النعيم والحياة الخالدة .

كيف يثبت هذا الأيمــــــان في القلــــب ؟

يثبت الأيمان في القلب بواسطة التربية منذ الطفولة لاهجــا ً في هذه الشرعة التي يعتنقها جميع أبناء المعمودية اليوم ثم ينتقل الى القراءة بدءا ً بالمزاميــر ثم الأنجيل المقدس ثم أعمال الرسل فرسائل القديس
بولس متأملا ً في هذه التعاليم الألهية الكامنة فيها ثم يدرس بعض كتب الآباء وقصص القديسين ويمرن نفسه على الألفاظ الروحية المرددة في خدمة القداس الألهي وهكذا يغرس في نفسه شجرة الأيمان
فتمتلأ منها ساحة قلبه وتظلل أعضاؤه ضلالها الوارفة وأوراقها المليئة بأسرار الله فتتسامى الأفكار السليمة المنبثقة عنها وترسل أغصانها الى بحر العالم وأفنانها الى جميع الأنهــار وهي الأمم والشعوب.
قال أحد العارفــون : لست لست أعني بالأيمان الأساس العام للبشر بل القوة الجبـّارة التي تنعش القلب وتنير الضمير بألق من الضياء وفي شهادة الضمير التي تضرم في النفس محبة الله ويكون ذلك أذا ما
غرست كرمة الأيمـــان بيد الرب وسقتها الأمطار والأنــداء من السمــاء فأن لم تحرسها العناية يمطرهــا أبليــس بوابــل من سهامه فتتأرجح بين الريب والشكوك وتصبح عرضة للصوص والتفكير والتدقيق
والبحث والتحقيق فلا تجد راحة بالبراهين العقلية والشهادات الكتابية