عراق المستقبل
عراق المستقبل
عراق المستقبل
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتديات عراق المستقبل
 
الرئيسيةرسالة اداريةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 تربية الحرية : طريق الحرية هو طريق الفضيلة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
امير الحب
Senior Adminstrator
الـــــمــــــديـــــر الــــــعـــــــام
Senior Adminstrator الـــــمــــــديـــــر الــــــعـــــــام
امير الحب


ذكر
عدد الرسائل : 3397
العمر : 40
البلد : تركيا
التحصيل الدراسي : هندسة كهرباء
نقاط : 6169
تاريخ التسجيل : 27/01/2008

تربية الحرية : طريق الحرية هو طريق الفضيلة Empty
مُساهمةموضوع: تربية الحرية : طريق الحرية هو طريق الفضيلة   تربية الحرية : طريق الحرية هو طريق الفضيلة Emptyالخميس 22 مايو 2008 - 8:24

تربية الحرية : طريق الحرية هو طريق الفضيلة

--------------------------------------------------------------------------------


الحرية : طريق الحرية هو طريق الفضيلة

الحرية كما أسلفنا هي قدرة على التحرر تسمح لنا بأن نختار الأفضل مما يحقق وجودنا وخيرنا ومصلحتنا الحقيقية. ولمّا كانت هذه القدرة امتيازاً لا يحق لنا أن نرفضه – وإلاّ رفضنا إنسانيتنا– كان من واجبنا أن ننميها كما ننمي كل شيء حسن فينا. وحتى تنمو هذه القدرة وتتضاعف لا بد من شرطين هما:
المعرفة والإرادة.
إنّ معرفتنا لطبيعية القيود التي تحدّنا داخلية كانت أم خارجية, تجعلنا ندرك عواقب الرضوخ لها والنتائج الإيجابية للتكيّف معها. وبالتالي إلى حُسن التصرف حيالها. أما جهلنا لطبيعتها وقوانينها، يجعلنا ضِعافاً مشتتين أمامها وفي حالة خوف منها, ويدفعنا بالتالي إلى اساءة التصرف حيالها. وهنا نجد مِصداق الحكمة القائلة: الإنسان صديق ما يعلم عدوما يجهل.
أما الشرط الثاني فهو الإرادة. إنّ مجرد المعرفة لا يكفي لنكون أحراراً, فكثيراً ما نعرف الحق والصواب فلا نفعله وكثيراً ما نعرف الباطل والخطأ وإيّاه نفعل.
فالأنانية التي تنبع من غرائزنا أصلاً تشدّنا إلى داخلنا, وتُدخلنا إلى سجن ذواتِنا فلا نعود نصغي إلاّ إلى مطالب غرائزنا, وكأنها تعيدنا إلى طفولتِنا. إلى مركزية الأنا فلا نعود نرى إلاّنا فنصبح هكذا مجرد فم يأكل وجسد يتمظهر وغريزةعمياء مشدودة إلى أسفل.
إننا نحتاج إلى ارادة طيبة تنقل تصورنا العقلي للغايات التي نريدها ونراها نبيلة من طور الممكن إلى طور التحقق وإلاّ بقيت حريتنا حرية نظرية لا تُغني ولا تُسمِن.
إذن ثمة واجب علينا تجاه حريتنا، فما هو فطري فينا من حرية يجب أن ينمو بالمعرفة والإرادة, ولا يمكن أن نجد طريقاً مثل الفضيلة نمشي فيه, لنربي حريتنا, فنبلغ ملء إنسانيتنا.
حرية المسيحي
حتى الآن نتكلم كما لو كنا مجرد فاعلين أخلاقيين بغض النظر عن هويتنا المسيحية. ولكن كيف يمكننا أن ننظر إلى موضوع الحرية من حيث كوننا مسيحيين؟ سبق لنا أن قلنا أن الحرية, في شكلها الفطري هي هبة الله الأجمل, فالله الذي هو حر حرية مطلقة خلقنا على صورته ومثاله وأعطانا روحه فصرنا أحراراً بنوع حريته لا بدرجتها، ولكن إذا ماأردنا أن نفهم معنى حريتنا كمسيحيين وكيف يجب أن نمارسها, ينبغي لنا أن نتوجه إلى ذاك الذي عاش الحرية بملئها، إلى يسوع الفادي الذي ملك العالم بالمحبة فحرره من عبودية الخطيئة.
فلأنه أحبنا تجسّد من أجلنا, وولد وعاش فقيراً متواضعاً فكان هكذا حراً في روحه.
ولأنه أحبنا دخل بيوت الفقراء والمظلومين وجالس الخطأة وآكلهم. ففرح بهم وفرحوا به. فكان حراً هكذا في روحه رغم ألف قيد وقيد يحيط به.
ولأنه يُحبنا, اختار أن يمشي في درب الجلجلة وأن يُهان, ويُسمّر على الصليب من أجل أن يرفع الإهانة عنا ويُحررنا من عبودية الخطيئة , ويستحق لنا الخلاص, فكان هكذا حراً في روحه.
ولأنه أحبنا صفح عنا وزرع الرجاء فينا فكان هكذا حراً في روحه.
ولأنه أحبنا التزم بنا وجعلنا قضيته الكبرى فاختارنا إخوة له وأبناء لأبيه السماوي وأخذنا على عاتقه كما نحن, وتبنّانا فصرنا أبناءنا به وأحراراً بمحبته.
وإذا كانت الفضيلة هي طريق الحرية فلأن المحبة أولى الفضائل وأعظمها. فعندما نحب نفرَح ونُفرِح, نتحرر ونُحرِر, ويوم نكره نستعبد روحنا للخطيئة، ونستعبد الآخرين لها. فنحن أسرى الأخطاء التي لم نصفح عنها فبالمحبة نموت عن أنانيتنا, منبع الشر فينا، وبها نخرج من ذاتنا لنلتقي الآخر ونفتح قلوبنا لخدمته ومساعدته، وقد تمتد هذه الخدمةإلى أقصى درجات التضحية, إلى التضحية بذواتنا على مثال المسيح الذي قال: "أحبوا بعضكم بعضاً كما أنا أحببتكم" وهنا يجب ألاّ يغيب عن أذهاننا, أنّ واحداً من أهداف رسالتنا، نحن أسرة التعليم المسيحي, هو أن نعمل على تحرير أطفالنا من كل أشكال القيود والعقبات والعقد التي تحول دون ممارستهم إيمانهم بصورة شخصية وحيّة، وأن نساعدهم على اطلاق طاقاتهم وتحريرها ليستطيعوا فيما بعد أن يلتزموا فيبنوا بفرح المحبة, الأسرة والكنيسة والوطن. علينا أن نهيئ قلوبهم للحب, شريعة الحرية العظمى فنكون بذلك قد أيقظنا فينا وفيهم الإحساس بإله المحبة. فإلى هذه الحرية أدعو نفسي وإيّاكم
.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تربية الحرية : طريق الحرية هو طريق الفضيلة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
عراق المستقبل :: منتدى الدين المسيحي-
انتقل الى: