شمس Adminstrator مــــــشـــــرفـــــة
عدد الرسائل : 930 العمر : 43 نقاط : 6156 تاريخ التسجيل : 21/01/2008
| موضوع: فقدان الامومة.... معاناة تستحق التوقف الجمعة 29 فبراير 2008 - 16:14 | |
| تهدد المرأة تحديات نفسية جمة، قد تكون مظهرا من مظاهر هشاشة بنيتها السيكولوجية مقارنة بالرجل، ومن هذه التحديات نجد: العنوسة والترمل واليتم وفقدان أحد الأبناء، وتخلي الزوج عن دعمه ومساندته بالغياب الفعلي (السفر مثلا) أو المعنوي (كما هو الحال في واقعنا)..
كل هذه الظروف مما قد يصيب المرأة في مقتل، فيضطرب بسببها توازنها النفسي، ولكن فقدان الأمومة يستحق أن يكون على رأس هذه المواقف الإنسانية الصعبة، وذلك بسبب طبيعة علاقة المرأة بهذه الوظيفة "الأمومة": فقد كشفت الدراسات العلمية الحديثة أن الأمومة مطلب طبيعي ينطق به جسد المرأة، وتفصح عنه ميولها النفسية ومشاعرها الدفينة، فقد أثبتت "الدراسات العضوية الحديثة أن هناك إفرازات هرمونية لدى المرأة تثبت ميلها للأطفال ورعايتهم، وقد تم إجراء التجارب المعملية على الحيوانات والقردة، مما يدل على أن دافع الأمومة له ارتباط بجوانب عضوية بالإضافة إلى ما يمكن أن يكون من دوافع نفسية أو مكتسبة”. الأمومة من أقوى الغرائز لدى المرأة السوية وهي تظهر لديها في الطفولة المبكرة حيث تحتضن عروستها وتعتني بها، وتكون أقوى من غريزة الجنس (..) ولما كانت الأمومة غريزة بمثل هذه القوة، كان الحرمان منها شديد القسوة على المرأة العقيم فهي تشعر أنها حرمت من أهم خصائصها كامرأة. أما باقي التحديات النفسية المذكورة قد تكون أخف على المرأة من باب أنها قد تكون مؤقتة، كالعنوسة أو غياب الزوج، كما أنها يمكن أن تعوض بظروف أخرى فالزوج قد يخفف من حدة أثر الشعور باليتم، والأبناء قد يملأون فراغ الزوج، وبقية الأبناء قد يهون بهم المصاب في أحدهم، بينما العقم مشكلة لا يخفت من حدتها إلا الإيمان بالقضاء والقدر، خاصة مع مرور الزمن وتقدم المرأة في السن، وزيادة شعورها بأن حرمانها من الإنجاب قدر لا مفر منه -إلا إن شاء الله غير ذلك. وقد لا نلتفت كثيرا لهذه المعاناة، فصخب الصغار وضجتهم تملأ الحواري والبيوت، وانشغال المجتمع بهم وبلقمتهم وبمستقبلهم يوهم أن هذه مشكلة عدم الإنجاب لا تقض المضاجع، ولا بأس بها إذا تأملنا أجندة المشاكل التي يغرق فيها مجتمعنا، والحقيقة غير ذلك فالمشكلة باتت تكبر وتعظم، يدل على ذلك ارتفاع نسبة العقم في العالم كله. فقد أوردت الشرق الأوسط على لسان الدكتور مازن بشارة أن نسبة العقم في العالم تبلغ 15%3، وأكد أحمد التاجي أن "ارتفاع نسبة التلوث في العالم خلال العقدين الأخيرين أدى إلى ارتفاع نسبة الإصابة بالعقم لدى الرجال من 20 إلى 50% ”. ومشكلة فقدان الأمومة، بالنظر إلى أثرها النفسي البالغ على المرأة من شأنها أن تؤدي إلى تعطيل جزء مهم من طاقة النساء اللواتي يعانين منها، خاصة إذا هن تمادين في الانشغال السلبي بها متمثلا في إتيان الزوايا والسحرة والمشعوذين. والحق أننا يمكن أن نطلق -مجازا- على فقدان الأمومة وصف الإعاقة بما هي حبس ومنع وتأخير للمرأة عن الانطلاق في الحياة بنفسية مرتاحة وطاقة متجددة (هذا الوصف مناسب بما هو عليه الأمر في الواقع، وإلا فنساء كثر لم يكن فقدان الأمومة بالنسبة إليهن عائقا لأنهن تمكن من القيام بدور الأمومة الرسالية)- كما يؤكد ذلك تصريح العديد من النساء بكون الشعور بالأمومة قد زاد من طاقتهن على التحمل والصبر، والإنتاج والتفاعل مع المحيط الخارجي.
| |
|