* اللغة الكوردية خارج مخالب القدر المقهورة :-
ان اكثر ما تفاخر به الكورد على مر السنين التى مكثوا فيها تحت ظل الاحتلال هي لغتهم الام التى قاومت كافة السياسات الموجهة لابادتها وشطبها من الخريطة اللغوية لكوردستان فكانت نعم المقاتل في سبيل الحفاظ على هوية شعب ازيلة كافة الشروط التى تجعل منه امة واحدة سوى الرغبة المشتركة في وطن كوردي محرر وكانت المعيار لصمود الملايين من المناضلين الذين لم يشا كبريائهم ان يغيروا ما بالسنتهم من لغة خالدة لن نستطيع ان نرى من سحرها شيئا الا عبر قراءة تاريخها ومسيرتها المليئة بالوحدة والضياع ومحاولات الشطب والازالة وكاحدى المراحل التى يمكننا مراقبتها عن قرب في تاريخها هو صمودها هذه الايام وبلوغ النصر درجات رفيعة في خضم سبلها لبلوغ الذروة والخلاص فاذا كانت هي المقاتل الاجدر على مر السنين فهي المنتصر الاكبر في الان عينه وعبر مختلف المراحل والحقب فهاهي تسطر بدايات نصر جديد وعلى الساحة الكوردستانية التركية فبعد مختلف محاولات التتريك وتغيير اسماء القرى والاشخاص ومنع الكوردية من التداول ومنذ عهد اتاتورك يحط الحديث عن ضرورة حل القضية الكوردية في تركيا سياسيا لتحل اللغة الكوردية على راس قائمة الحلول التى يقبلها الكورد ويتقبلها وعلى مضض وكمحاولة لحصر القضية في مسالة اللغة بمنحها بعض الاصلاحات الطرف التركي ايضا رحاله في الجبهة الامامية فليس لتركيا الان من مهرب امام هذا المصارع العنيد الذي لابد من ارضاءه ولو بشكل غير كاف ولكن بما يجعل منها عنصرا لا يتنافى مع القانون الذي سينص على التصريح بجواز ظهوره للسطح والسؤال الذي يجب طرحه الان هو هل من الممكن ان تختصر تركيا بمحاولاتها هذه القضية الكوردية في مسالة اللغة وهل يعد هذا اشد تناقض توقع تركيا نفسها فيه ...
وبالطبع ستكون الاجابة على هذا الاستفسار كامنة في دراسة تاريخ النضالات الكوردية والدراسة النفسية التى ستلخص لنا مستقبل القضية على التمام عبر دراسة تاثير اللغة القومية لشعب معين على نفسية هذا الشعب والرغبة في الخصوصية التى ستخلقها هذه اللغة المتنامية يوما بعد يوم بمفرداتها وما تحمله هذه المفردات من نضوج معنى وبقاء الشعب الناطق بما هو غريب عنه في رحم القضية الموؤدة اعتبارا وسنكون شاكرين لكل من ناضل في سبيل ان نصل الى هذه المرحلة من تقبل العدو للغتنا رغما عنه لانها الضامن لبقاءنا على نهج القومية الكوردية التى ستبقى الطامحة الى تحررها وسيادتها لنفسها على الدوام وستجعل منا هذه الحرية المحدودة لعنصر اللغة اكثر ايجابية في تعاملنا مع ادواتنا النضالية واكثر فعالية في استخلاص العبر من تجاربنا وستصبح لغتنا المثل الذي سنسعى لان نحذو حذوها وسيكون سؤالنا بدءا من الان وحينها هو ما يمكن ان تؤول اليه احوال اللغة الكوردية الضامنة لنفسها عنصر الحرية القانونية الى جانب اللغة التركية؟ وهل من الممكن ان تطغى الكوردية يوما على التركية ؟!
واذا تلمسنا بذور مضمون الاجابة بنعم عبر ما سلف من تاريخ الكوردية في تركيا فسنجد الاجابة الاسبق للطرح هي كلمة (غير مستبعد) فلقد استطاعت هذه اللغة ورغم ما تعانيه من انكار ان تلون نتاجات المثقفين ذوي الاصول الكوردية في تركيا والذين لا تقل نسبتهم عن نسبة المثقفين الاتراك واستطاعت ان تحل على السنة الفنانين الترك محل اللاتينية على السنة مثقفي فرنسا ونبلائها في بداية نشوء الفرنسية وانبثاقها عن لغتها الام لتصبح اللفظة الكوردية حالة شبه ارستقراطية تتفاخر بها الترانيم والالحان ولكي لا نتهم بالعاطفية في طروحاتنا وبالسذاجة في ملاحظاتنا فسنطرح قضية سيطرة اللغة الكوردية بشكل فعلي على مساحة جغرافية واسعة ستكون اغنى المناطق في تركيا وبخاصة ان فتح المجال للحل الاقتصادي في المنطقة الكوردية وما يندرج على ذلك من تنامي لهذه اللغة ومرافقتها للتجارة والاقتصاد وخاصة عبر البعد الجغرافي الكوردي الاوسع والذى يشمل دولا اخرى مجاورة لتركيا وتحظى بعلاقات اقتصادية جيدة معها مع العلم ان اللغة التركية لا تحظى بمكانة جغرافية سياسية وتجارية في اي من دول الجوار كما الكوردية وان كان ذلك بشكل محدود ومحظور احيانا كثيرة ولتؤول دراسة تاثير تلك اللغة المنتصرة في دولة دكتاتورية على نفسية القوميات والاثنيات الاخرى والمغلوبة على امرها في وطن ستبقى التركية يوما اسيرة الخطابات المفبركة لنسبة من غلاة الشوفينيين الترك واتباعهم ان ارادوا الاصرار على ما هم عليه من عمى للبصيرة.