الوفاء وحفظ العهد

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرج قائم آل محمد

قال تعالى (وأذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولاً نبيا)

وقال عز وجل (وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولأ)

الوفاء وحفظ العهد .وهو أن يفي الإنسان بما وعد به بصورة كاملة وصادقة وهو أيضاً أداء الحقوق التي عليه لأهله

وأقربائه ولكل مسلم بكل حب وإخلاص ويعتبر من الأخلاق الحميدة التي تكسب الإنسان ثقة معاشرتهم وميلهم الى معاملته

ومعاينة وينال من الناس حسن الذكر في حياته ومماته .

عن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم )(عليكم بصدق الحديث ووفاء العهد وحفظ الأمانة فإنها وصية الأنبياء )

وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم )[العدة دينٌ ، ويلٌ لمن وعد ثم أخلف ،ويلٌ لمن وعد ثم أخلف ، ويلٌ لمن وعد ثم أخلف]

وعن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم ) أيضاً قال ( أقربكم غداً مني في المواقف أصدقكم بالحديث ، وأدائكم للأمانة

وأوفاكم بالعهد وأحسنكم خُلقاً وأقربكم من الناس)

وعن الامام الصادق "عليه السلام" قال (ثلاث لم يجعل الله لأحد من الناس فيهن رخصة : بر الوالدين بَرين كانا أو

فاجرين ، و وفاء بالعهد بالبر والفاجر ، وأداء الأمانة إلى البَر والفاجر).

إذا وعدت فأوفي وإلا فلا تعد :

عن الإمام علي "عليه السلام" قال (لا تعدن عدة لا تثق بنفسك بإنجازها)

وعن الامام الصادق "عليه السلام" قال (لا تعدن أخاك وعداً ليس في يدك وفاؤه)

وعن الإمام الكاظم "عليه السلام" قال (إذا واعدتم الصغار فأوفوا لهم فإنهم يرون أنكم أنتم الذين ترزقونهم)

نعم أحبتي أخواني أعزائي أيها الأخيار الأنصار يجب علينا جميعاً عقلاً وشرعاً وتأريخاً وأخلاقاً الإمتثال لكل ما يصدر

من الشارع المقدس والسنة النبوية الشريفة . وكذلك علينا الإمتثال للتوجيهات الصادرة من الجهة الشرعية التي نعتقد بها

كي نرتقي للكمالات والحصول على الغاية الأسمى ألا وهي التعجيل بحركة الظهور المقدس للإمام المعصوم "عجل الله

فرجه الشريف" والتي فيها رضا الله تعالى والمعصومين "عليهم السلام" لأن فيها صلاحنا وخلاصنا ونجاتنا يوم لاينفع

مالٌ ولابنون إلا من أتى الله بقلب سليم .

أحبتي لقد واعدنا وعقدنا العهود والمواثيق وما زلنا على هذا الأمر والدليل على ذلك هو قراءة دعاء العهد في كل صباح

فلابد من الوفاء بهذه العهود والمواثيق التي قطعناها على أنفسنا والتي فيها إن شاء الله تعالى نصرة للرسول وعترته

الطاهرين "عليه وعليهم صلوات الله أجمعين" خصوصاً نصرة القضية العالمية الكبرى قضية الإمام الموعود "عجل الله

فرجه الشريف" ونصرة الدين الحنيف والمذهب الشريف . وعلينا أن ذكر ولا ننسى وجود الكثير من الشواهد التأريخية

على الوفاء بالعهد منها (أصحاب الإمام الحسين "عليه السلام"في واقعة الطف) حيث قال فيهم (فإني لا أعلم أصحاباً

أوفى ولا خيراً من أصحابي) فعلينا أن نأخذ العضة والعبرة منهم والتحلي بأخلاقهم وأن نجعل ذلك الدرس الذي رسموه

لنا منهاجاً نسير عليه في حياتنا .