ربما تتعجب يا عزيزي أن القرآن يذكر ثالوث الله الواحد تماماً كما تؤمن به المسيحية. فقد مر بنا ثالوث المسيحية هو: ذات الله. وكلمته. وروحه.
وهذا هو عين ما ذكره القرآن وفى آية واحدة:
1ـ سورة النساء آية 171:
(إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه).
ففي هذه الآية يتضح أن الله له:
*ذات: في قوله "رسول (الله)"
*وله (كلمة): في قوله (وكلمته) فالهاء ضمير مفرد غائب يعود على الله.
*وله (روح):في قوله "وروح منه" فالهاء في( منه) ضمير مفرد غائب يعود على الله.
ونحن المسيحيين لا نقول بأكثر من هذا.
2ـ شهادة الدكتور الشقنقيري:
ويشهد لعقيدتنا هذه التي يؤكدها القرآن قول أحد علماء الإسلام وهو الدكتور محمد الشقنقيري أستاذ الشريعة الإسلامية في جامعة باريس، ثم أستاذ الشريعة الإسلامية في كلية حقوق جامعة عين شمس بالقاهرة، إذ قال:
[نعرف أن القرآن يقول عن يسوع إنه كلمة الله، وروحه، (كلمة الله وروح الله) وترجمة هذه التسمية لا تنال المسيحي بأية صعوبة، ومن ثم كان الاعتراض على المسلمين، لاضطرارهم إلى الاعتراف بألوهية المسيح.
ما المسيح؟ يجيب المسلم إنه كلمة الله، أنه روح الله. ولكن هذه "الكلمة" وهذا "الروح" أمخلوقة؟ أم غير مخلوقة؟ إذا كان روح الله غير مخلوق فلا إشكال: فالمسيح إذن هو الله. وإذا كان روح الله مخلوقا، فيكون روح الله وكلمة الله مخلوقين. فالله إذن كان قبل الخلق بغير كلمة! وبغير روح! وذلك غير متصور!!]
هذه هي شهادة الدكتور محمد الشقنقيري، وقد نشرت في (جريدة الأهرام) القاهرية بتاريخ 26/5/1985 مترجمة عن (المجلة التاريخية للقانون الفرنسي والأجنبي) في شهر يونيو 1981، وقام بالترجمة الدكتور محمد بدر أستاذ تاريخ القانون في كلية حقوق جامعة عين شمس.
وبهذا قد تأكد لك يا أخي العزيز بشهادة القرآن، وعلماء الإسلام لعقيدة الثالوث:
وهي أن الله واحد له ذات وله كلمة وله روح.
وهذا لا يقتضي الشرك بالله وأن لا إله إلا هو.