عراق المستقبل
عراق المستقبل
عراق المستقبل
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتديات عراق المستقبل
 
الرئيسيةرسالة اداريةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 كيف ينظر الأكـراد إلى نسـائهم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
نونا
Jr. Member
عـضـو نـشـيـط
Jr. Memberعـضـو نـشـيـط
avatar


انثى
عدد الرسائل : 199
العمر : 35
البلد : العراق
المهنة : طالبة
التحصيل الدراسي : طالبة الهندسة
نقاط : 5878
تاريخ التسجيل : 15/04/2008

كيف ينظر الأكـراد إلى نسـائهم Empty
مُساهمةموضوع: كيف ينظر الأكـراد إلى نسـائهم   كيف ينظر الأكـراد إلى نسـائهم Emptyالأربعاء 21 يناير 2009 - 11:23

كيف ينظر الأكـراد إلى نسـائهم

لما كنا قد تركنا المجال رحباً للأكراد كي يصفوا أنفسهم بأنفسهم , لذلك فإننا نترك الكلام هنا للدكتور ( كاميران بدرخان ) شقيق الإمبراطورة ثريا , الذي نشر سلسلة من الأبحاث حول الموضوع في جريدة ( الأوريان ) ببيروت . و بالطبع فإن الكاتب المذكور يحدثنا عن المرأة الكردية المترفة التي تعيش في وسط النبلاء , لا عن نساء الشعب الفقيرات .
يبدأ الدكتور كاميران بالإشارة إلى ناحية هامة يعتبرها مميزة في حياة المرأة الكردية , ألا و هي عدم وجود الحريم – أي المكان المخصص للنساء – في الحياة الكردية , الأمر الذي يطلق الحرية للمرأة و يفسح لها المجال لأن تكون شخصية نسائية صالحة .
فالكردي لا يفكر قط بالتضييق على المرأة , فهو يعتبرها دائماً أهلاً لذات الثقة و ذات الحقوق و المسؤوليات التي يتمتع بها الرجل .
وهذا يعني من الناحية النفسية أن المرأة مزودة بذات الفضائل التي يتزود بها الرجل,
ويستعرض بعد ذلك حياة المرأة الكردية في جميع مراحلها : تتولى الأم تربية أبنتها فتعلمها الأغاني الوطنية , والرقص الشعبي والفروسية , والكتابة , تماماً كما تعلـّم أخوتها الذكور و تعلمها فوق ذلك الأعمال اليدوية . و تختلط الفتاة مع الرجال فتتعرف بذلك على زوج المستقبل . و ما تجدر الإشارة إله هو أن من عادات الأكراد أن يطلق على الولد اسم والدته التي لم يتمكن زوجها من معادلتها في جرأتها وقدرتها على الحرب . ويعطي الكاتب دليلاً على ذلك أن الأمير ( كاميران ) ابن رئيس قبيلة (رَمان ) يحمل اسم والدته( برهان ) لا اسـم والـده .
وغالبية الشعر الوجداني الكردي هو من وحي المرأة , بل إن جزءاً من الأغاني والأناشيد هي من نظم النساء .
و في معظم الأحيان تقوم المرأة الكردية مقام زوجها الراحل .
و يذكر الكاتب اثنتين من النساء لبث اسمهما عزيزاً على الشعب في منطقة ( بيشدر ) هما ( برا حليم ) و ( مها نر كيز ) اللتان اشتهرتا بمقاومتهما للاحتلال العثماني .
وينهي الكاتب ملاحظاته بالإشارة إلى أن المرأة الكردية هي عامل أساسي في النهضة الكردية المقبلة من جميع نواحيها .
و لننهِ هذا الدفاع البليغ عن المرأة الكردية بأقصوصة صغيرة مستقاة من مجموعة الأقاصيص الشعبية الكردية :
( سأل إسماعيل باشا آخر الزعماء الحميدين عيسو العاقل : من هي أفضل امرأة ؟ فأجابه جواباً غير واضح لم يفهم منه ما يريد . ولما استعصى على إسماعيل باشا فهم ذلك , اقترح عليه عيسو أن يقوما بجولة معاً . فتنكـّرا بزي الدراويش ومضيا . و كان أول منزل دخلاه منزل رجلً هو أصغر إخوانه الثلاثة , فطلبا منه أن يضيفهما , فرحب بهما , و عندما جلسا , لاحظا أن ذقن مضيفهما بيضاء , و أن قامته مقوسة . فسألاه بدهشة عن سبب حاله و هو لا يزال شاباً في الأربعين من العمر , فأجابهما قائلاً : غداً تذهبان إلى منزل أخي الأكبر فتدركان الحقيقة ,ثم نادى رب البيت زوجته ,فصرخت هذه فيه تقول: ماذا تريد مني أيها العنكبوت الأحمر , يا سم ّ الأفاعي ؟ ! قال لها : يجب أن تهيئي طعاماً للضيفين الدرويشين . فردت عليه بصياح : ماذا تريدني أن أهيئ ؟ ألا تعلم أن منزلك خراب لا يحتوي على شيء ؟! وهكذا كانت المرأة تجيب على كل طلب من زوجها بالصراخ و الألفاظ النابية . و عندما حان وقت النوم , قال الزوج : لدينا فراشان و غطاءان , فلنأخذ أنا و أنتِ فراشاً و غطاءً , و نعطي الباقي لضيفنا . فجاوبته الزوجة : فقدت بصرك ! ألا تعلم أني لا أسمح لك أن تلامسني ؟ خذ أنت غطاء و أنا آخذ الآخر . و هكذا أمضى الباشا و مرافقه عيسو ليلة نكراء , و عند الصباح ذهبا إلى منزل الأخ الأوسط , فوجدا أن ذقن هذا شمطاء , فسأله الباشا : كم عمرك ؟ أجاب : إني أناهز الستين . فاعترض الباشا قائلاً : ( و لكن في مثل هذه السن تصبح الذقن بيضاء تماماً , فلماذا تشذ ذقنك ؟ فأجاب المضيف : أمضيا الليلة عندي , و في الغد تذهبان إلى منزل أخي الأكبر فتعرفان السبب . فقبلا . و كانت ربة المنزل تلبي رغبة زوجها تارة , و تارة تتجاهل طلباته . مر ّة تظهر مهذبة , و أخرى فظـّة وعند الصباح ذهبا إلى منزل الأخ البكر , فوجدا أن لحيته سوداء فاحمه على الرغم من بلوغه الثمانين , و لما استوضحاه السبب قال لهما : لا تعجبا أيها الدرويشان , امكثا عندي فتعرفا السبب . و كان هذا الأخ البـكر أفقر من أخوته , غير أن زوجته كانت تطيعه طاعة عمياء , فما أن يناديها
( يا امرأة ) حتى تجيبه ( أجل , أنا أمَتـُك فماذا تطلب ؟ ) و لما سألها إذا كان في المنزل ما يصلح للطعام , أجابت : كيف لا ؟ إن لدينا كل شيء , بيضاً و أرزاً و زبده , و عسلاً ! ... و بالفعل فقد هيأت وجبة طعام تليق ببيت الباشا نفسه , و حان وقت النوم , فسأل الزوج : هل لدينا أسرة ؟ فردت قائلة : نحن تحت ظلـّك ,ولدينا كل ما نحتاجه , و منزلنا مثل منزل الباشا . ثم خرجت إلى بيوت الجيران و عادت بكل ما يلزم للنوم . وقال المضيف لزوجته : يا امرأة , هذا المساء لدينا ضيوف , و لا يليق أن ننام مع بعضنا , فلنفترق . فأجابته : (كلا ! إن الدرويشين أهل لنا , و أنت تعرف أني أفضل الموت على أن أنام بعيدة عنك ) ولما جاء الصباح , سأل الباشا مضيفه عن( أفضل امرأة ) فقال لـه : إنها بالطبع امرأتي , فهي تعمل المستحيل لكي تريحني من كل همّ , وتتمـّون من كل ما نحتاج إليه فلا نخجل تجاه الضيوف ,و إذا ما نقصنا شيء استعارته من الجيران . إنها تحبني , والهرم لا يمكن أن يدخل حياتنا . و عند ذلك أدرك الباشا معنى كلام عيسو , و أطرى عليه و كافأه , كما أنه أسبغ الثراء على الأخ البكر , و حمل الأوسط على الطلاق من زوجته , و زو ّج الأخ الأصغر من امرأة ثانية .
و يتضح للقارئ من كل ما سبق ذكره أن الأسرة الكردية أقرب إلى المفهوم الغربي من الأسر التركية و الإيرانية , و ذلك لما تتمتع به المرأة الكردية من مكانة . فعدا عن أنه يندر تعد ّد الزوجات في هذه الأسَر , فإن المرأة تتولى إدارة المنزل والخدم , وهي التي توزع الطعام على أفراد الأسرة , و لا يمكن لأحد أن يبدأ الأكل بدون إذنها . و في غياب الرجل تستقبل هي الزو ّار وتضيفهم , و تتحدث بحرية إليهم , و لا تخبئ وجهها كما تفعل غيرها من النساء في بعض بلدان الشرق .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
كيف ينظر الأكـراد إلى نسـائهم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
عراق المستقبل :: `·.¸¸.·¯`··._.· ( المنتديات الثقافية والادبية ) `·.¸¸.·¯`··._.· :: منتدى اللغة الكردية-
انتقل الى: