انجيل ليلة عيد الميلاد

انجيل القداس ماخوذ من الانجيل للقديس متى الاصحاح الثانى الذى يروى قصة مجئ المجوس الى اورشاليم باحثين عن المولود ملك اليهود ليسجدوا لة وليقدموا لة هداياهم وذلك بناء على نبوءة سابقة كان قد انباهم بها " زرادشت " زعيم المجوسية فى تاريخ سابق
" واذ ولد يسوع فى بيت لحم التى باقليم اليهودية فى ايام هيرودس الملك اذا مجوس جاءوا من المشرق الى اورشاليم قائلين : اين هو المولود ملك اليهود فاننا راينا نجمة فى المشرق واتينا لنسجد لة " ( متى 2: 1, 2)
وهنا يتساءل الانسان كيف يقرا فى رفع بور باكر وفى القداس فصلان لا يتحدث اى منهما عن قصة الميلاد ذاتها كما رواها الانجيل للقديس لوقا فى الاصحاح الثانى حيث يتناول ظهور الملاك للرعاة الساهرين فى البيداء وتبشيرة لهم بميلاد المسيح لة المجد فى ذلك اليوم عينة بقولة : لا تخافوا فها انذا ابشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب اذ ولد لكم اليوم فى مدينة داود مخلص هو المسيح الرب واليكم هذة العلامة انكم ستجدون الطفل مقمطا ومضجعا فى مذود ثم ظهرت بغتة مع الملاك كوكبة من جند السماء يسبحون اللة قائلين :
" المجد للة فى الاعالى وعلى الارض السلام وبالناس مسرتة " ( لوقا 2: 7_ 14)
ان رواية الميلاد كما اوردها الانجيل للقديس لوقا تقرا فى اليوم السابق مباشرة على عيد الميلاد اى تقرا فى انجيل القداس الذى يتلى فى صوم البرامونولكنها لا تقرا فى ليلة عيد الميلاد مع انة كان من المتوقع منطقيا ان تتلى بالاحرى فى ليلة عيد الميلاد التى تحتفل فيها بعيد الميلاد المجديد
فماذا هذا ؟
لماذا رتبت الكنيسة اختيار فصلين فى ليلة عيد الميلاد , لا يتحدثان عن الميلاد نفسة ؟
نجيب بان هذا الاختيار هو اختيار حكيم او قل انة يجدر عبثا واعتباطا وانما تم عن حكمة روحية وعن قصد وتدبير جميل وعن فهم عميق وبعيد ان الكنيسة تريد ان تقرر بان من نحتفل بعيد ميلادة لم يبدا وجودة بميلادة كما يبدا وجود اى بشر بميلادة
فالمسيح كائن قبل ان يولد من مريم العذراء ووجودة ازلى منذ الازل لا بداءة لة او كما قال اللة بفم النبى ميخا :
" وانت يا بيت لحم ارض يهوذا لست الصغرى ... لان منك يخرج الحاكم ... مخارجة منذ القديم منذ ايام الازل " ( ميخا 5: 2) ( متى 2: 5 , 6) ( مزمور 89: 2) ( الامثال 8: 23)
اذن فالمسيح لم يبدا وجودة بميلادة من العذراء مريم وقبل كل الدهور فهو الازلى السرمدى هو بعينة يهوة الكائن الذى كان والدائم الى الابد وهو الالف والياء البداية والنهاية الاول والاخر وقال لليهود مرة :
" الحق القول لكم قبل ان يكون ابراهيم انا كائن " ( يوحنا 8: 58)
وقال ايضا :
" مجدة كان قبل كون العالم " ( يوحنا 17: 5)
لهذا ولئلا يظن احد من الشعب اننا نحتفل بعيد الميلاد المجيد كما نحتفل بعيد بعيد ميلاد اى شخص وهذا ما فية من خطر سوء الاعتقاد فى المسيح كانة مجرد انسان لذلك رات الكنيسة المرتشدة بالروح القدس ان تقراة على المؤمنين فى ليلة عيد الميلاد الفصول التى تنص على وجود المسيح الازلى قبل ميلادة البشرى حتى يتبين لنا ان عيد الميلاد بالنسبة للمسيح هو حقيقة عيد لتجسد اللة اى هو اليوم الذى اتخذ فية اللة الكلمة جسدا وحل فية وبة بين الناس
ومن اجل توكيد هذا المعنى وتثبيتة فى اذهان الشعب المسيحى وجميع الناس رتبت الكنيسة ان يتلى فى رفع بخور باكر ليلة عيد الميلاد قول الانجيل
" الكلمة اتخذ جسدا وحل بيننا " ( يوحنا 1: 14)
وان يتلى فى انجيل القداس الفصل الخاص بمجئ المجوس من بلاد المشرق بناء على ظهور النجم لهم وهو النجم الذى كان قد انباهم بظهورة " زارادشت " الذى قال لهم : ان بكرا ستحبل بجنين وانتم يا اولادى اول من يعرف بميلادة من شعوب العالم فاذا رايتم نجمة فاذهبوا الية واسجدوا لة وقدموا لة هداياكم فانة الكلمة مقيم السماء لئلا يصيبكم بلاء عظيم ولذلك جاء المجوس فى موكب عظيم وكانوا قد هياوا انفسهم ليسجدوا لة ويقدموا هداياهم وعندما دخلوا المدينة مدينة اورشاليم اخذوا يتسالون
" اين المولود ملك اليهود فاننا راينا نجمة فى المشرق واتينا لنسجد لة " ( متى 2: 2)
اذن المولود الذى جاءوا يسالون عنة ليس مولودا عاديا ولكنة ملك ثم هو معبود ينبغى لة السجود ليس هذا المولود طفل يسصير فيما بعد ملكا لكنة منذ ظهورة هو ملك وهو ايضا معبود خليق بة السجود والعبادة
هذة المسالة هى فى غاية الاهمية لتوكيد ان المسيح وان كان قد ظهر بيننا طفلا صغيرا رضيعا ينمو قليلا قليلا الا انة فى الحقيقة كائن قبل التجسد وان تجسدة جاء فى الزمان لحكمة خلاص البشرية وتوكيد وجود اللة مع الانسان بهذا لا ننسى اطلاا ان المسيح هو اللة ظاهرا فى الجسد وان ميلادة ليس معناة ان المسيح ابتدا من هذا الميلاد كما يبتدئ كل طفل حاشا
فكل طفل يبدا من يوم مولدة وينمو قليلا قليلا الا المسيح لان المسيح كائن فى الوجود قبل ميلادة من مريم وقبل التجسد وليس ميلادة الا تجسدة لان الميلاد معناة ان المسيح اخذ جسدا
لذلك عندما يقول الكتاب المقدس والكلمة صار جسدا نجد ان كلمة صار هنا فى اللغة العربية لا معنى الصيرورة او التحول ولكن بمعنى انة اتخذ جسدا الكلمة اتخذ جسدا اى انة تلبس بالجسد اختفى فى جسد لبس صورة انسان

وكل عام وانتم بالف الف خير