متى تتأمن شروط المواجهة

( الكبير في اللعبة السياسية هو من لا تكون وطنيته محصورة في جزء من وطنه . والكبير من لا تكون أهدافه نابعة إلا من صميم معاناة أهله وشعبه . واما غير هذا فأنه لا يكون كبيراً إلا في أوهامه ) .
انطلاقاً من فهمنا للّعبة السياسية التي يمارسها من يحلو لهم تسمية أنفسهم بـ( الكبار) كما يتصورون ، والتي هدفها مع الأسف إضفاء الطائفية على المشكلات والخلافات التي يشهدها المشهد العراقي ، والزج بالعراق في أتون تلك الصراعات . . نقول : في ضوء هذا الفهم كان لا بد من زيادة أواصر التعاون واحترام الهوية الوطنية والتمسك بالثوابت الواجبة التي من شأنها إخراج الوطن من النفق المظلم . . فمن خلال الهمة الوطنية المطلوبة بعيداً عن التكتلات والمناطقية والتبعية نكون قد امتلكنا القدرة على تحقيق طموحات الشعب باعتباره القاعدة الأساسية في انطلاقة عملنا نحو سد النوافذ والأبواب وتأمين شروط المواجهة مع القوى الطامعة والحاقدة . . التي حاولت وتحاول الإساءة الكبيرة المتعمدة من خلال فنون الدمار الذي بدأ يشكل علامة مخفية ليس في العراق وحده بل في المنطقة كلها . وعلى الرغم من المأساة اليومية التي يقودها الإرهاب اللعين ، فإن شعب العراق الذي تحمل الكثير أخذ وبشكل واعي في تعزيز ذاته لمواجهة ما يعترض طريقه نحو البناء والتقدم من عقبات وعراقيل ، ونحن الذين نعرف أن هناك من يحاول تصديرها وترويجها مرة بنشر الأنباء الكاذبة عن شعبنا ، وأخرى بفتح جبهات المنافسة من خلال المقارنة بين فترة وأخرى . . ومرة ثالثة من خلال التلويح بالخطر القادم . . والإيهام بأنه ما من سبيل أمام العراق للإبقاء على المنطقة آمنة ومستقرة إلا بالاعتماد على الغير ومداخلاتهم السياسية والاقتصادية وما إلى ذلك .
بمعنى آخر إنهم يحاولون دس أنوفهم في كل صغيرة وكبيرة وهم مستعدون لشرع أسلحتهم في كل اتجاه استناداً لاستراتيجيات رسموها وانطلاقاً من مذاهب سياسية قديمة وحديثة يؤمنون بها ويعملون من أجلها . . إلا أن الصدمة تحققت حين انجلى الغبار وتكشفت للأنظار حقيقة أن الشعب العراقي واع قادر على فك اللغز والتعرف على أعباء اللعبة .

من كتاب العراق على خطى تصحيح المسار للدكتور نهرو محمد عبد الكريم - ص 221 - 222 .
ولمعرفة المزيد يرجا الدخول الى الموقع ادناه0
http://www.cinu-dn.org/